أصبح التجميل غير الجراحي خياراً شائعاً بين العديد من الأشخاص الذين يبحثون عن تحسين مظهرهم دون الحاجة إلى تدخل جراحي. من بين الإجراءات التي تحظى بإقبال متزايد نجد الفيلر تحت العين، الذي يُستخدم لعلاج الهالات السوداء والانتفاخات وتحسين مظهر التجاعيد الدقيقة. لكن على الرغم من نتائجه السريعة والفعالة، فإن هذا النوع من التجميل يثير العديد من التساؤلات حول درجة أمانه والمخاطر المحتملة التي قد ترتبط به، خاصة عند تنفيذه في منطقة حساسة مثل محيط العين.

التساؤل حول أمان الفيلر تحت العين مشروع تماماً، خصوصاً أن هذه المنطقة قريبة جداً من العين، ما يجعل أي خطأ أو مضاعفات محتملة أكثر خطورة. في هذا المقال، سنستعرض أبرز المخاطر المرتبطة بحقن الفيلر في هذه المنطقة، ونتعرف على طرق الوقاية منها، مع تسليط الضوء على أهمية اختيار الطبيب المتخصص لضمان نتائج طبيعية وآمنة.

ما الذي قد يحدث إذا تم حقن الفيلر بطريقة غير صحيحة؟

حقن الفيلر في المنطقة تحت العين يتطلب دقة شديدة وخبرة طبية متخصصة، لأن أدنى خطأ في اختيار نقطة الحقن أو كمية المادة يمكن أن يؤدي إلى نتائج غير مرغوبة. من أبرز المضاعفات التي قد تظهر التورم المطول، الكدمات، أو حتى تكون تكتلات تحت الجلد نتيجة حقن كميات زائدة أو في طبقة غير مناسبة من الجلد. في بعض الحالات، قد يظهر تغير في اللون يميل إلى الزرقة، ويُعرف هذا باسم "تأثير تyndall"، وهو نتيجة لانعكاس الضوء على مادة الفيلر إذا تم حقنها قرب سطح الجلد.

لهذا السبب، من المهم للغاية إجراء هذا الإجراء على يد دكتور تجميل عيون محترف وذو خبرة في التعامل مع هذه المنطقة الحساسة. الطبيب المتمرس لا يملك فقط المهارة التقنية، بل يعرف كيفية تقييم بنية وجه كل مريض على حدة، وتحديد إن كان الفيلر مناسباً له من الأساس أم لا. في بعض الحالات، يكون الخيار الأنسب هو حقن البوتكس حول العين بدلاً من الفيلر، خصوصاً إذا كانت المشكلة تتعلق بعضلات التعبير وليس بنقص في الحجم.

كيف يمكن التحقق من جودة مادة الفيلر المستخدمة؟

نوع المادة المستخدمة يلعب دوراً حاسماً في تحديد سلامة النتائج. بعض العيادات قد تلجأ إلى استخدام مواد رخيصة أو مجهولة المصدر لتحقيق هامش ربح أعلى، وهذا يشكل خطراً حقيقياً على المريض. يجب أن تكون مادة الفيلر معتمدة من هيئة صحية رسمية، وغالباً ما يوصى باستخدام حمض الهيالورونيك لكونه آمن وقابل للذوبان.

من الجيد أن يطلب المريض من الطبيب رؤية عبوة الفيلر قبل بدء الجلسة والتأكد من مصدرها، فالمراكز الموثوقة تتعامل بشفافية وتحرص على استخدام منتجات طبية ذات جودة عالية. هذا الإجراء البسيط قد يمنع مضاعفات صحية خطيرة على المدى البعيد. وأحياناً، في حالة عدم رضا المريض عن النتيجة، يمكن إذابة الفيلر بسهولة إذا كانت المادة من النوع الصحيح، وهي ميزة لا تتوفر في الأنواع الرديئة.

هل النتائج دائمة أم مؤقتة وهل تحتاج إلى صيانة؟

نتائج فيلر العيون ليست دائمة، وهو أمر إيجابي من جهة وسلبي من جهة أخرى. فهي تعطي فرصة لتجربة المظهر الجديد دون التزام طويل الأمد، لكنها تتطلب في المقابل صيانة دورية للحفاظ على النتيجة. تستمر النتائج عادة من 6 إلى 12 شهراً، حسب نوع المادة وسرعة امتصاص الجسم لها، وأسلوب حياة الشخص نفسه.

تكرار الجلسات لا يعني بالضرورة زيادة في المخاطر، طالما أنها تتم بإشراف طبيب مؤهل ووفق فواصل زمنية مدروسة. كما يجب مراعاة العناية بالبشرة بعد الجلسة، وتجنب فرك العين أو استخدام المكياج الثقيل لعدة أيام. عند بعض الأشخاص، يتم الدمج بين الفيلر وحقن البوتكس حول العين لتحقيق نتائج أكثر توازناً وطبيعية، خاصة في حالة وجود تجاعيد ديناميكية ناتجة عن تعابير الوجه.

كيف يمكن تقليل فرص التعرض للمضاعفات؟

الخطوة الأهم لتقليل المخاطر هي اختيار طبيب ذو كفاءة عالية، ولديه معرفة متخصصة في تشريح الوجه، وخصوصاً منطقة تحت العين. فكل وجه له ملامحه الخاصة، وما يصلح لمريض قد لا يصلح لآخر. لذلك، يجب أن يكون التقييم الأولي دقيقاً ومبنيّاً على فهم شامل لاحتياجات المريض. يجب أيضاً عدم التسرع في اتخاذ القرار، بل يُفضل زيارة أكثر من مركز قبل اتخاذ القرار النهائي.

كما يُنصح بتجنب المراكز التجميلية التي تروج لأسعار منخفضة جداً، لأن الجودة تتطلب تكلفة أعلى قليلاً ولكنها تضمن سلامتك في المقابل. يجب أيضاً على المريض إبلاغ الطبيب بأي أمراض مزمنة يعاني منها أو أدوية يتناولها قد تؤثر على تجلط الدم أو استجابة الجسم للمواد المحقونة.